Monday, September 10, 2018

مدينة الشامي و حظيرة آرگين ضحية للتلوث بالزئبق

بعد النهب الممنهج لخيرات البلد، الجنرال ولد عبد العزيز يتعمد تلويث حظيرة آرگين التي تعتبر جوهرة منحتها الطبيعة لبلدنا و كذلك مدينة الشامي الحديثة النشأة. التلوث هذا تم بواسطة مادة الزئبق السيئة الصيت. نتقاسم معكم هذا التقرير الذي زودنا به، مشكورا، أحد أعضاء الوظيفة العمومية العليا
وصلنا الملف الاصلي باللغة الفرنسية. للاطلاع عليه تصفح الموقع أسفله.
_______________________________________________________________________________
التنقيب عن الذهب: خطر محدق بمنطقة الشامي و بالحظيرة الوطنية لحوض آرگين (تقرير سري)

على هامش الدورة العادية للمجلس العلمي للحظيرة الوطنية لحوض آرگين ، المنعقدة ايام 5, 6 و7 مايو 2018، قام فريق من المستشارين بزيارة تفقدية لموقع تصفية الذهب و منشآت استخراجه الواقعة عند مخرج مدينة الشامي في شمال مورتانيا. وكان الفريق يتكون من جان بول باروسو،  سليف ادجوب و محمد بابا.
تتموقع هذه المنشآت في واحات مترامية محاطة بحزام من الشباك و لكنها مفتوحة أمام حركة السيارات. بالرغم من الساعة المبكرة ، فقد كانت حركة السيارات  رباعيات الدفع صاخبة يكاد لا يغطيها عجيج المولدات الالكتروجينية التى تمد الطاحونات العملاقة بالكهرباء و تشجعها في أداء باليهاتها الغريبة. المورتانيون يسمون هذه الطاحونات "اكراع ايصوع اكراع" بمعنى "عجلة تطارد عجلة.
لقد عددنا على الأقل مئة طاحون على قيد الخدمة في هذه الساعة المبكرة من الصباح و هناك، على الجانب الآخر من الطريق الرابط بين انواكشوط و انواذيبو، عدة مبان ضخمة تقبع فيها مئات الآليات و الطاحونات التى تنتظر  دورها. من الواضح لدينا الآن أن مدينة الشامي في طريقها إلى أن تصبح مركباصناعيا ضخما لتصفية الذهب

.
قد أنشئ موقع تصفية الذهب هذا من طرف السلطات الإدارية من أجل دفع مزاولي هذه المهنة الى أن يتجمعوا في مكان واحد بدل أن يبقوا متناثرين فى مختلف أنحاء المدينة الناشئة. و الهدف الثاني هو أن  تسهل  مراقبتهم و مدهم بالمستلزمات الأساسية من ماء (المستورد من بئر اهل مكناس على بعد 13كم جنوب المدينة) و كهرباء.
استخراج الذهب-I
يتواجد الذهب في مناجم طبيعية و هناك طريقتان أساسيان لاستخراجه  منها؛ الأولى تستخدم مادة "اسيانير"  و سنسميها  "السينرة"  و الثانية تلجأ إلى مادة الزئبق و سنسميها "الزأبقة" . التقنيات التقليدية لاستخراج الذهب تعمل اساسا الزأبقة لبساطتها بالرغم من أنها لا تقل خطورة من نظيرتها بالنسبة للإنسان و لبيئته.
ا- السينرة
يقام بطحن المنجم. المنجم عبارة عن خليط من المواد المعدنية النفيسة (ذهب، فضة، نحاس...) و الحجارة التربية. ثم يخلط الطحين مع محلول مخفف (0,01%-%0,1من مادة اسيانير القلويKCN او NaCN ,
. تذوب المعادن النفيسة في هذا المحلول حسب التفاعل الكيماوي التالي:
4Au + 8NaCN + 2H20 + O2-> 4Na[Au(CN)2] + 4NaOH
بعد فترة من الزمن، يترسب الطين فى اسفل الحاوية و يبقى المحلول المائع  و الذي يحتوي على المعادن النفيسة في أعلاها. يعزل الطين عن المحلول ثم تضاف الى هذا الأخير كمية من مسحوق مادة الزنك او الالمنيوم ليبدأ ترسيب الذهب حسب التفاعل الكيميائي التالي:
2Na[Au(CN)2] + Zn -> Na2[Zn(CN)4] + 2Au
في كلي المرحلتين، نحصل على نفايات بشكل طين مشبع بمادة اسيانير.
تقوم الشركات المنجمية الكبيرة- كتازيازت او مسم- بتخزين هذه النفايات الطينية في أحواض مكيفة ضد تسرب المياه. يتفاعل اسيانير مع مادة الأكسجيكن  الهوائي في هذه الأحواض المفتوحة حسب تفاعلات كيماوية تؤدي إلى أكسدة اسيانير و تحوله إلى مادة السيانات  و هي أقل خطورة ثم إلى مادة الكربونات  المعدومة الخطر.

 المشكلة في كل هذه السلسلة هي أن أكسدة اسيانير تحتاج إلى أن يكون الطين مجففا و الطين اذا جف يتحول الى غبار تتلاعب به الرياح و تحمله حيث لا تهوي السفن... و لذالك لا تضمن هذه الطريقة سلامة الإنسان ولا سلامة بيئته.
ب- الزٱبقة
و تسمى ايضا التلغيم  . هي عملية تفاعل بين الزئبق و الذهب. الزئبق مادة معدنية سائلة من خصوصياتها تذويب الذهب. عندما تفوق كمية الذهب نسبة محددة فى المحلول، يتمخض مركب جديد يسمى ملغم . تمر عملية الاستخراج هذه بنفس المراحل التي تمر بها السينرة. يسحق المنجم في الطاحونات العملاقة لكي تزداد مساحة التماس بين الزئبق و الحجيرات التى تحتوى على أقراص الذهب. عملية الطحن هذه تجرى توازيا مع صب كميات معتبرة من الماء من أجل تسهيل تفكيك الحجيرات المعدنية. و يضاف الزئبق خلال عملية الطحن ذاتها. حسب بعض التقديرات، قد يحتاج استخراج غرام واحد من الذهب إلى استخدام طن و نصف من الماء. 

يحتوي الملغم  على 50٪ من الزئبق و 50٪ من الذهب. و لكي يؤمن الممتهنون استخراج كل الذهب المتواجد في المنجم فهم يصبون ضعف الكمية اللازمة او ضعفيها من الزئبق بالنسبة لكمية الذهب المرتقبة. فلكل غرام من الذهب المرتقب هم يخلطون ثلاثة غرامات من الزئبق. يختلط غرام من الزئبق مع الذهب و يبقى غرامان متبعثرين في المياه الطينية الناجمة عن العملية.
بعد عملية الزأبقة هذه يقوم الممتهنون بعزل الملغم عن الطين و الماء عبر سلسلة من عمليات الترسيب و الفلترة في عدة أحواض متتالية. ثم يقام باستخراج الذهب من الملغم و عزله عن الزئبق. تتم هذه العملية الأخيرة بواسطة التبخر الحراري إذ يتبخر الزئبق عند 356 درجة حرارية في الوقت الذي  لا يتبخر الذهب إلا فوق 1064درجة حرارية.
حصيلة العملية هي أن الممتهن الذي حصل على غرام من الذهب كان قد بعثر في بيئته ثلاثة غرامات من الزئبق اثنين منهم في الطين و واحدا في الهواء.
اسيانير، الزئبق، الصحة العمومية و البيئة-II.
اسيانير
تعتبر مادة اسيانير القلوي  من أخطر المواد الكيماوية و اسمها، سواءا على شكلها الايوني  الذي تفرزه بعد ذوبانها في الماء او على شكلها الحمضي السياندري  الذي يتمخض عن تفاعلها مع الأحماض المعدية. الأيون  يتفاعل تلقائيا مع ايونات الحديد المتواجدة في الدورة الدموية. بعد استهلاك 100-200 مغ من اسيانير البوتاسيوم .تحل الغيبوبة في ظرف دقيقة واحدة الي عشر ثوان، حسب مناعة جسم الضحية و كمية المواد الغذائية المتواجدة في معدتها. بعد 45 دقيقة تدخل الضحية في غيبوبة عميقة تتبعها الوفاة في الساعتين المواليتين دون اسعاف طبي. و فى هذه الفترة يعيش جسم الضحية حالة اضطراب و رعشة متواصلة. سبب الوفاة غالبا ما يكون تعطل القلب.
الزئبق
الزئبق هو المادة المعدنية الوحيدة المتواجدة على شكل سائل فى حالتي الحرارة و الضغط العاديين. كل المواد المعدنية الأخرى تتواجد فى شكل متصلب. ينحدر وسم الزئبق  من الاسم الذي كان يحمله في العصور القديمة و هو  الذي يمكن ترجمته بالفضة السائلة.
يتواجد الزئبق تحت أشكال متعددة: المعدني ، اللاعضوي  و عضويى، المسمى " متيلمركير"  و هو الشكل الأكثر خطورة على البيئة و ساكنتها.
من المعروف بين أخصائي الزئبق أن بخاره مسمم عصبي   فائق الخطورة. حتى تحت درجة الحرارة العادية فإن الزئبق السائل يبث كمية من البخار تكفي لاحداث تسمم عميق ( ضغط بخار الزئبق السائل، تحت 20 درجة حرارية، يناهز 0,016). يعني هذا انه، حتى دون أن نلجأ إلى تسخينه فإن مجاورة الزئبق السائل تشكل خطراً كبيراً و دائما.
أن سمومة  بخار الزئبق السائل تتجلى فى تأثيره على المنافس و على كل الجهاز التنفسي. ثم يذوب الزئبق في البلازما  ثم في الدم.
بعد ولوجه إلى الدورة الدموية، يهاجم الزئبق الكلى ثم الدماغ ليتفشى في باقي الجهاز العصبى.
لدى المرأة الحامل، يجتاز الزئبق الغشاء الجنيني بسهولة ليصل إلى الجنين و يبدأ تسميمه هو بدوره. حتى بعد الولادة، يبقى الرضيع معرضا للتسمم لان الزئبق قادر على الذوبان في لبن الأم.
وتبقى الحالة الأكثر خطورة هي حين يلتقي الزئبق ببعض البكتيريا المتواجدة في الامعى و في الرواسب النهرية و البحرية، إذ يتحول الزئبق السائل الى المتيلمركير  و هي الأخطر من بين كل المواد الكيماوية و الأكثر فاعلية. فالمتيلمركير هذا مسمم عصبي معروف و ذو قدرة فائقة على التراكم البيئي.
حتى بنسبة ضئيلة، المتيلمركير مسمم للخلايا الجذعية و الجهاز العصبي المركزي. فهو يتراكم في كل حلقات السلسلة الغذائية البحرية بسهولة فائقة. فيعد تناول فواكه البحر (لاسيما تلك التي تصفي الماء كبلح البحر مثلا) او الأسماك المفترسة (التون، مارلين، سمك ابو سيف، القرش...) مصدرا كبير من مصادر التسمم للإنسان و لاسيما للحوامل في حالة تلوث الشواطئ بالزئبق
.
لكل هذه الاسباب، فرض الاتحاد الأوروبي حظرا صارمة على تصدير و إستيراد مادة الزئبق منذ سنة 2000 و حرم تداول الآلات المتواجد فيها. كما حرمت الدولة الفرنسية تسويق الترمومترات المعتمدة على الزئبق منذ 1998.


من ناحية اخرى، عاشت مدينة مينامايا  اليابانية كارثة بيئية عظمى نتجت عن تسمم السلسلة الغذائية للصيادين. تجسمت الكارثة فى شلل عصبي أطلق عليه منذ ذاك اسم "مرض مينامايا". منذ 1950، طال هذا المرض عشرات آلاف البشر توفى منهم الفان.
فى19 يناير 2013 وقعت إتفاقية لحماية الصحة البشرية و البيئة من آثار و مخلفات النفايات البشرية الملوثة بالزئبق ومشتقاته. وقعت هذه الإتفاقية في مدينة جنيف و هي تحمل اسم "إتفاقية مينامايا".
هناك حالة أخرى يجب أن نأخذ منها العبرة و هي حالة گويان الفرنسية  حيث أن التربة و الشواطئ و الأنهار كلها مسممة للأبد نتيجة لممارسة التصفية العشوائية للذهب و التنقيب عنه. "فى سنة 2012، كانت نسبة تغلغل الزئبق مرتفعة جداً. فأكثر من نصف ساكنة منطقة الماروني الاعلى ، حسب الدكتو.... الذي أجرى دراسة واسعة في هشام الميدان ما بين 2012 و 2017. الآن، كما يقول الدكتور الذي درس  300  من الحوامل و الاطفال، "87% من الحوامل مهددة بالخطر على مستوى صحة جنينها، و قد يؤدي هذا الخطر الى تشويهات أبدية. 40% من الأطفال لديهم نسبة من الزئبق تعلو 5ميكروغرام للتر و هي النسبة الأعلى المحددة من طرف المنظمة الدولية للصحة .
و يبقى تسمم الاجنة هو أكثر الحالات إثارة للقلق حسب الدكتور....و كل حالات التسمم هذه ناتجة عن تعاطي الساكنة للحوم السمك الذى تعرض لتراكم الزئبق.
ما شاهدناه في مدينة الشامي -III

لقد تحدثنا مع مصفي الذهب و التقطنا منهم صورا و فيديوهات و هم يزاولون مهنتهم. صورناهم و هم يطحنون المنجم، يصفون الطين و يلتقطون الملغم  بايديهم العارية ثم يشعلون النار لكي يبخرون الزيبق في منشآت بدائية بكل براءة و من دون اي حصانة او شعور  بالخطر الذي يعرضون له أنفسهم و يعرضون له البيئة المجاورة و ساكنتها.
فاطنان الطين المتمخضة عن عملية تصفية الذهب و المشبعة بالزئبق يتم تخزينها مباشرة جنب الطاحون فى انتظار أن تجففها شمس الصحراء ثم تحملها الرياح الى كل الجهات و خاصة إلى شواطئ حوض آرگين الواقع على بعد 70كم.
فى هذه الفقرة من التقرير، نعرض مجموعة من الصور قد تساعد على شرح طريقة تصفية الذهب المتبعة في محطة الشامى. التقطت هذه الصور مباشرة على الحي او استخرجت من مقاطع فيديوهات سجلت إبان العمل.
الصورة رقم1 تظهر المنجم كما يصل الورشة آتيا من منطقة تجريت. يصل المنجم في أكياس وزن كل منها حوالي مئة كغ و تخزن قرب الطاحون كما نرى في الصورة رقم2.
فىالصورة رقم 3 نرى نموذجا من الطاحونات المستوردة و هو يطحن المنجم مخلوطا بالماء و الزئبق. في هذه المرحلة يبدؤ الزئبق الالتحام مع الذهب. تنتج عن هذه العملية كمية من الطين يتم تفريغها في حوض مفتوح كما نرى في الصورة رقم 4. يتسبب الفائض من الحوض الاول في الحوض الثاني ثم الثالث...كما ترينا الصورة 5. مبدأ هذه العملية هو مبدأ الترسب فى الأنهار الطبيعية.

يغسل الطين من جديد ثم مرة ثالثة حتى تنقلب منه أقراص لامعة هي خليط الذهب و الزئبق (الملغم). فى نهاية السلسلة، كما نرى في الصورتين 6 و 7 يتم تجميع الأقراص اللامعة في حاوية واحدة تحت رعاية مسؤول الطاحون الذى يٱخذ بزمام العمليات ابتداء من هذه اللحظة. تتجمع أقراص الملغم لتشكل بقعة مائعة. و هنا ترى العامل يخرج من جيبه قطعة قماش و يضعها في كفه ثم يفرغ فيها بقعة الملغم و يعصرها مباشرة بين أنامله العارية كما نرى في الصور 8 و 9.بعد عملية العصر هذه، يفك السيد قطعة القماش و يفحص الملغم مباشرة فى كفه قبل أن يذهب به إلى المرحلة النهائية. في الصورة 10 نرى مآل  كميةالطين الناتجة عن عملية تصفية الذهب. يحتوي هذا الطين على ثلثي الزئبق الذي استخدم لتصفية الذهب. مظاهرات هو ملقى مباشرة جنب الطاحون.

أن عمال المقر، حالهم في ذالك حال كل ساكنة الشامي، يعتقدون أن هذا الطين لا يشكل خطراً عليهم بحجة انه سيبقى مبللا ما دام الطاحون يغذيه برطوبته. السؤال الذي يطرح نفسه هو كم من الزمن ستبقي الحالة كما هي؟
عندما يجف الطين، ماذا سيكون مصيره؟ اين ستحمل رياح الشامي مسحوق المنجم الملوث بالزئبق؟ من و ماذا سيمنع الرياح من حمل الغبار  المشبع بالزئبق الى كل أنحاء المنطقة و خصوصاً الى شاطئ محمية حوض آرگين حيث سيتفاعل مع بكتيريا الرواسب البحرية و يتحول الى متلمركير السيئ الصيت ليبدٱ رحلته التراكمية فى السلسلة الغذائية.
الصور 11، 12 و 13 تبين طريقة فصل الذهب و الزئبق. يوضع الملغم فى ملعقة صغيرة مغطاة بعلبة معدنية. يوضع الكل في فرن أوفدت فيه قطع من الفحم. بعد تاجيج النار تتبخر نسبة كبيرة من الزئبق في الهواء. و لكي يبخر بقية الزئبق، يلجٱ العامل الى  أنبوب النفخ (chalumeau) لترتفع درجة الحرارة إلى 600 او 700 مئة درجة حيث يتلاشى الزئبق و يظهر الذهب بكل استغرابه و لمعانه. و بهذه الطريقة يكون السيد قد كمل بث الثلث الباقي من الزئبق في البيئة المجاورة على شكل بخار معدني سام لاشك أن منافسه قد حظيت بقسطها منه.

توصياتنا-IV
التنقيب عن الذهب و تصفيته نشاطان اقتصاديان في نمو مضطرب. كما هو الحال في البلدان المجاورة و المشابهة (في بركنا فاسو، 1,3 مليون ٱي ما يناهز 7% من مجمل السكان يمارسون هذه المهن و يعيشون منها)، فإن التراب الوطني ستغطيه المناجم التلقائية و محلات التصفية الموافقة. نحن نحيي سرعة تعاطي السلطات المورتانية مع هذه الظاهرة و كونها قررت الأخذ بزمام الأمور لا سيما في ما يعني اختيار مواقع التصفية.
نظرا لطبيعة مهمة الحظيرة الوطنية لحوض آرگين و المتجسدة في المحافظة و الصيانة فإننا نتقدم بالتوصيات التالية:
1- إقصاء محلات تصفية الذهب من حدود الحظيرة. أنه من المتفق عليه أن من خصائص الحظيرة تلاقح الرياح القارية و التيارات البحرية لتخلق كيمياء خاصة بهذه المنطقة هي التي تضمن قيمتها. سيكون مؤسفا جدآ أن يكون  الزئبق من ضمن حمولة الرياح القارية هذه.

2- تقع على عاتقنا مهمة عظمى هي أن نكون حاضنة لصغار الأسماك و مختلف أصناف الطيور و ذالك لحساب جزء كبير من الكرة الأرضية. من واجبنا أن نبعد السلسلة الغذائية من كل مصادر التسمم.

3- نوصي بأن تنخرط مورتانيا في اتفاقية ميناماتا
4- نوصي بأن تجرى دراسة جديدة لكل الطرق البديلة لتصفية الذهب دون اللجوء إلى اسيانير او الزئبق.  تمكن الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الميدان و خصوصاً تجارب دول أمريكا اللاتينية مثل إستخدام مادة البراكس .
5- فى انتظار تفعيل هذه التوصيات، نقترح أن يحظر تبخير الزئبق في الهواء و أن يفرض استخدام العدة المخصصة لتكرير هذه المادة السامة.
6- نوصي السلطات العمومية بالقيام بحملات تحسيسية لشرح خطورة الزئبق على صحة الإنسان و بيئته.

بتاريخ 26 مايو 2018
ب. محمد بابا، رئيس المجلس العلمي الحظيرة الوطنية لحوض أرگين

L'orpaillage à Chami et le PNBA (Dossier Explosif)

Non content d'avoir pillé les richesses du Pays, le Général Ould Abdel Aziz s'applique, désormais, à  polluer de façon irréversible la Mauritanie en s'attaquant à l'un des joyaux dont la Nature l'a dotée, le Parc National du Banc d'Arguin (PNBA), Patrimoine Mondial de l'UNESCO et avec lui toute la région du Nord dupays et notamment et  la nouvelle ville de Chami.
    Pour vous rendre compte de l'étendue de la catastrophe programmée, nous partageons avec vous un rapport (classé Top-Secret) que nous a communiqué, merci à lui, un compatriote appartenant à la haute Administration Centrale.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------









Monday, June 18, 2018

الدكاكين، فالدكاكين، ثم الدكاكين...

ما فتئت أسرة ولد عبد العزيز تُحكم قبضتها على كل مرافق الاقتصاد الموريتاني. تماما كما تنبأنا بذلك في عددنا الأول الصادر في شهر نوفمبر 2013، فإن محمد ولد عبد العزيز لا يهمه في السلطة شيء  بقدر ما يهمه تحصيل المال وادخاره لصالحه هو ودائرته الأسرية الضيقة. فمهما كان نوع المشروع أو البرنامج، فالنتيجة دائما هي نفسها، وهي أنه في آخر المطاف نجد ثروة ولد عبد العزيز قد تضاعفت.
في هذا العدد، قررنا أن نعود الى هذا الموضوع لنجدد معلوماتنا ونزوّدكم بما حصل عندنا من معلومات جديدة في إطار عملية الاستحواذ الكبرى التي تلتف حولها أسرة ولد عبد العزيز والمقربون منه.



كان ولد عبد العزيز في أشهر خطبة له، قد وعد الموريتانيين بالتجديد الكامل للطبقة السياسية وطبقة رجال الأعمال. وفعلا، بعد ثلاثة عشر سنة، فإنه جدد طبقة رجال الأعمال وقلص عددهم وانتقاهم من بين المقربين من أسرته. نعرض هنا بعض الأمثلة كدليل على عملية التجديد هذه، والتي من خلالها نصب ولد عبد العزيز ثلة من أعوانه وأسمائه المستعارة، على كل مفاصل حياتنا الاقتصادية.

ميناء انواكشوط المستقل
قبل خمسة عشر سنة، كان ميناء انواكشوط المستقل يعج بالشركات الوطنية والمختلفة الجنسيات. كانت هناك:
SMPN (Société Mauritanienne de Peche et de Navigation)
SAMA (Société d’Accompagnement et de Manutention en Mauritanie)
SEP (Société d Équipements Portuaires)
SOGECO
MAERSK

اليوم يتربع محمد عبد الله ولد إياه على دفة الميناء ويسيّره تحت راية شركته المتنفذة (MAURILOG: MAURItanienne de 
LOGistique).
فلقد حصل ولد إياه هذا على أكثر من 12 هكتارا ما بين المرافئ والمستودعات. وقد دخل الرجل في شراكة استراتيجية مع شركة SHENKER والشركة الصينية سيئة الصيت، HONDONG، لاستغلال هذا الميناء الذى يعتبر البوابة الرئيسية للولوج إلى موريتانيا ومالي وجزء من بركنا فاسو. ولد إياه يتقاسم ميناء انواكشوط المستقل، مع ثلة من اسماء ولد عبد العزيز المستعارة، أمثال ولد غده، ولد الدوله وولد امصبوع.
الفكرة خلف كل هذه التجاذبات هي أن تستعد أسرة ولد عبد العزيز للتحكم في مرافق اللوجستيك والصيانة والتموين في مجاليْ النفط والغاز، الواعديْن في موريتانيا وفي شبه المنطقة. وانسجاما مع هذه الاستراتيجية فقد صدرت أوامر وتحفيزات واضحة وملحة لكل الفاعلين الأجانب في حقل المحروقات، على أن يبرموا اتفاقيات وما أمكن من العقود مع MAURILOG بشكل شبه حصري. وتدخل في هذا الإطار الاتفاقية التي مررها مجلس الوزراء بتاريخ 23 نوفمبر 2017 والتي تدخل بموجبها الدولة الموريتانية في شراكة استراتيجية مع OPM-Groupe (Opérateurs Portuaires Mauritaniens) والذى هو عبارة عن مجموعة أشخاص، كلها واجهات لمحمد ولد عبد العزيز. تتعلق هذه الاتفاقية بمبلغ يناهز 16,6 مليون من الدولارات.

الدكاكين، فالدكاكين، ثم الدكاكين...

يلاحظ سكان انواكشوط أن غالبية أرصفة شوارع مدينتهم غمرتها الحوانيت. على كل شارع سلسلة من الحوانيت سرعان ما تحولت إلى "سوق". 

في هذه الصورة ترى سلسلة من الحوانيت مصطفة تحت شقق الكراء. هذه العمارة شيدت على شريط من الأرض اقتطعته الأسرة الرئاسية من ساحة المدرسة الوطنية لتكوين الشرطة الواقعة على شارع المختار ولد داداه.
الصورة أسفله تعرض صفا آخرا من الحوانيت شيد على أنقاض المدرسة الابتدائية المعروفة ب"
École Marché". 



هذه السلسلة من الحوانيت تقع قرب سوق انواكشوط المركزية المعروفة ب"Marché Capitale". كل ساكنة انواكشوط يعرفون قصة سوق انواكشوط المركزية ويستمتعون بتداولها ولا سيما جانبها القانوني. حيث نطق القضاء حكما لصالح التجار ملاك السوق الذين رفضوا مغادرتها والسماح لزمرة ولد عبد العزيز بهدمها وإعادة بنائها لصالحهم. فقررت تلك الزمرة أن تقضي على السوق المارقة بطريقة أخرى، طريقة طبقتها كل مافيات العالم، وهي المنافسة غير النزيهة. ولكي لا يبقى أي أمل لملاك هذه السوق، تمت محاصرتها بسلسلتين من الحوانيت، الأولى في جنوبها (الصورة) والثانية في غربها، في الساحة المعروفة أصلا بساحة عازفي الموسيقى العسكرية "فونفار".
من ناحية أخرى، قامت عصابة أسماء عزيز المستعارة، باستثمارات كبيرة في ميدان مبتكَر هو ميدان الأحياء السكنية المغلفة 

 والمخصصة للأثرياء.


في هذه الصورة نرى أحد هذه الأحياء قيد البناء وهو يتكون من 12 منزلا. هذا الحي يتم تشييده على إحدى الساحات الواقعة في الأراضي المملوكة سابقا لأهل الشيباني والتي توجد قبالة مستشفى ولد بوعماتو للعيون.
من أجل تسيير كل هذه الاستثمارات، من حوانيت وشقق للكراء، قررت أسرة ولد عبد العزيز أن تقتني بنوكا ومؤسسات مالية بحجم ثروتها الطائلة.



في هذه العمارة ذات القبة الدائرية، يوجد المقر الرسمي لبنك المعاملات الإسلامية الذي تعود ملكيته، حسب المتداول، للسيدة الأولى، تكيبر منت مالعينين.



هذه صورة مقر البنك الموريتاني للصناعة، وهو بنك مملوك مباشرة أو عبر أسماء مستعارة، لمحمد ولد عبد العزيز، ويديره زين العابدين ولد أحمد محمود ذائع الصيت.
هذه البنوك والمؤسسات المالية تسمح لولد عبد العزيز أن يلج بكل أريحية الى ما يحتاجه من العملة الصعبة لإدارة مشاريعه 

ومكتسباته في الداخل والخارج، مثلا لشراء العمارات في المملكة المغربية، وفرنسا والإمارات.
 
و علمنا من مصادر مطلعة أن صفقة قصر المؤتمرات المثيرة للجدل كانت مناسبة أخرى استغلتها الزمرة المتنفذة لاقتناء عشرات آلاف الأطنان من حديد الإسمنت و افلاتها من الرسوم الجمركية.

ولم تكن مدينة انواكشوط هي الضحية الوحيدة لجشع ولد عبد العزيز، بل أضاف إليها انواذيبو، العاصمة الاقتصادية للبلاد. فكل القطع الأرضية والعمارات والمرافق التي قررت الإدارة بالمنطقة الحرة بيعها، آلت بطريقة سحرية، إلى أحد المقربين من ولد عبد 
العزيز (السيدة الأولى، الصهر ...). قريبا ستظهر هنالك سلسلات الحوانيت والمحلات التجارية.
ولنا عودة لحالة مدينة انواءيبو فى اعدادنا المقبلة

أصول الثراء
يتفرج الموريتانيون على الصعود المتواتر لثروة ثلة من الرجال والنساء كان أغلبهم مجهولا من طرف الجميع. أي خصلة يتميز بها القوم عن باقي المواطنين؟ هل هو الذكاء؟ أم هل إنها الشجاعة والصبر على مشقة العمل والأداء؟ أو ربما هو المستوى الدراسي؟
في الوقت الذى يفترس فيه الجفاف قطعان المنمين ويجف أراضي المزارعين، يرى سكان انواكشوط الرافعات وهي تشيد العمارات والحوانيت في كل منعطفات العاصمة.
إلا أن الموريتانيين على يقين من أن راتب ضابط سامٍ في الجيش الوطني لا يستطيع، بأي حال من الأحوال، أن يكفي لبناء العمارة التي تأوي بنك السيدة الأولى. ويعلم الموريتانيون أيضا أن السيدة الأولى كانت، قبل خمسة عشر سنة، تدير حماما بحي "لكصر" المتواضع (الصورة).
وقد كان عزيز آنذاك مشتهرا بتهريب حطب "اگرون لمحادة" الذي يقتنيه من حدائق الرئاسة ويسلمه لحمام تكيبر كما كان معروفا.



الباب الواقع مباشرة قبل العمارة الخضراء هو باب حمام تكيبر. كان زوجها يختلس حطب لبروزوبس (اگرون لمحاده) من حظيرة الرئاسة أيام كان حارسا لأمن ولد الطايع. المقارنة بين حال الأسرة الآن وحالها قبل عشرين سنة، كفيلة بقياس سرعة الثراء الفاحش للأسرة الرئاسية في بلدنا.





Et c’est Aziz qui (continue) à s’enrichir…



La famille Aziz continue à resserrer son emprise sur les principaux rouages de l’économie mauritanienne. Comme nous l’avions énoncé dans notre premier article, paru en novembre 2013, Mohamed Ould Abdel Aziz passe le plus clair de son temps à s’enrichir et à enrichir son cercle familial le plus proche. Quel que soit le projet ou le domaine d’activité en Mauritanie, « c’est Aziz qui s’enrichit ! ».


Lors de la présente livraison nous avons voulu revisiter cette thématique et actualiser nos connaissances et les vôtres, sur ce processus d’accumulation qui semble accaparer le clan Aziz et le souder.
Dans un fameux discours, Aziz faisait le serment devant les Mauritaniens de renouveler la classe politique et la classe économique à la fois. Treize ans après, nous pouvons attester que la classe économique a été renouvelée, de fond en comble. Renouvelée et réduite à l’entourage proche de Ould Abdel Aziz. Voici quelques exemples de ce renouvellement à marche forcée, qui mit à la tête de notre économie une bande de prête-noms gravitant autour d’un général à l’appétit abyssal.

Le Port Autonome de Nouakchott (PAN)
Il y a moins de quinze ans se côtoyaient sur le terreplein du Port Autonome de Nouakchott, la SMPN (Société Mauritanienne de Pêche et de Navigation), la SAMMA (Société d’Accompagnement et de Manutention en Mauritanie), la SEP (Société d’Equipements Portuaires), MAERSK, la SOGECO et bien d’autres.
Aujourd’hui, le grand manitou du PAN s’appelle Med Abdallahi Ould Iyaha qui opère sous le pavillon de la très influente MAURILOG (MAURItanienne de LOGistique). Ayant acquis plus de douze hectares de quai et de terrepleins stratégiques du domaine portuaire, c’est la MAURILOG qui fait la pluie et le beau temps au PAN. Associé à SHENKER et au Chinois HONDONG (tristement célèbre par ses licences de pêche plus que douteuses), Ould Iyaha est le maître incontesté de cette porte d’accès maritime à la Mauritanie, au Mali et à une partie du Burkina Faso. Il partage le domaine portuaire avec d’autres prête-noms de la Azizie tels Ould Ghadda, Ould Dewla et Ould M’Sabou.
L’idée, de moins en moins implicite, serait, pour le clan Aziz, de se positionner pour le contrôle de la logistique, de la maintenance et de la fourniture du marché de l’exploitation et de l’exportation des hydrocarbures qui s’annoncent prometteurs en Mauritanie et dans d’autres pays de la sous-région.
C’est ainsi que les futurs opérateurs étrangers dans le domaine des hydrocarbures (BP, Total,…) ont été instamment encouragés à nouer les plus fortes collaborations avec MAURILOG. C’est aussi l’objet de la Convention d’Etablissement approuvée en Conseil des Ministre le 23 novembre 2017 entre l’Etat mauritanien et l’OPM-Groupe (Opérateurs Portuaires Mauritaniens) qui regroupe tous les prête-noms et porte-flingues de Ould Abdel Aziz. Cette convention porte sur 16,6 millions de dollars.

Les boutiques, toujours des boutiques
Les artères de la Capitales se couvrent de barrettes de boutiques. Des « marchés » apparaissent un peu partout.


Là ce sont les rangées de boutiques et d’appartements bâtis sur le terrain annexé à l’Ecole de Police sur l’avenue Moctar Ould Daddah. Sur la photo du bas, une autre barrette de boutiques construites sur le terrain de ce que fut l’Ecole Marché. 


Cette rangée de boutiques est située tout près du Marché dit «de la Capitale» qui est le marché historique de Nouakchott. Les Nouakchottois ne se lassent pas de se raconter l’histoire du «Marché de la Capitale». Après avoir été débouté par la justice qui donna raison aux propriétaires et exploitants du «Marché de la Capitale» qui refusent de quitter les lieux, le clan Aziz décida de s’y prendre autrement. Pour obliger les commerçants du « Marche Capitale » d’accepter que ce dernier soit démoli et reconstruit selon leur volonté et à leur bénéfice exclusif, les prête-noms de Aziz entreprirent de construire pas moins de deux nouveaux « marchés », un au sud (celui sur la photo) et l’autre à l’ouest (à l’emplacement de l’ancienne « fanfare »). C’est là un exemple classique des méthodes mafieuses de ceux qui nous gouvernent. Si tu ne te plie pas à ma volonté, je te tue à coups de concurrence déloyale.
Toujours à Nouakchott, la bande à Aziz investit massivement dans l’immobilier locatif en important le concept, nouveau, de quartier résidentiel pour personnes fortunées. 


Cette photo montre une résidence de 12 villas en cours d’achèvement sur ce que fut la terre des Cheibany, de l’autre côté de la rue par rapport à l’hôpital Bouamatou.
Pour financer tous ces investissements dans l’immobilier (boutiques et appartements), la famille Aziz est en train de se doter d’outils de gestion financière, tels des banques et des établissements bancaires.


L’immeuble surmonté d’une coupole est celui de la BFI (Banque de Finances Islamiques) dont la propriétaire ne serait autre que la Première Dame, Tekeyber Mint Malainine.


Cette photo est celle de la BMI (Banque Mauritanienne pour l’Industrie) dont le capital serait détenu directement ou indirectement par Aziz et opérée par le fameux Zeine El Abidine Ould Ahmed Mahmoud. Ces banques permettent au clan Aziz d’accéder aux devises et à financer les opérations à l’intérieur et à l’extérieur de la Mauritanie. Elles sont très utiles, par exemple, pour l’achat et la gestion des propriétés multiples au Maroc, en France et aux Emirats.
Nous apprenons, par ailleurs, que le marché du nouveau Palais des Congrès, octroyé de la façon la plus opaque et la plus irrégulière possible à l’un de ses proches, a été l’occasion, pour le clan Aziz, de faire rentrer, sans aucun droit de douane, des dizaines de milliers de tonnes de fer à béton qui seront écoulés sur le marché ou qui serviront à construire d’autres boutiques.
Mais Nouakchott n’est pas la seule ville qui intéresse les Aziz. Il y a aussi Nouadhibou, la capitale économique de la Mauritanie. Comme par hasard, tous les anciens bâtiments administratifs, les terrains, les réserves foncières dont l’Autorité de la Zone Franche a décidé (ou à reçu l’ordre) de se séparer, n’ont trouvé preneur en dehors du cercle rapproché de Ould Abdel Aziz (la Première Dame, le Gendre…). Bientôt vont y pousser des résidences, des boutiques et des Malls commerciaux. Nous reviendrons en détail sur le cas de Nouadhibou dans une prochaine livraison.

Les origines de la fortune
Les Mauritaniens observent, incrédules, l’ascension fulgurante d’une poignée d’hommes et de femmes, presque tous jusque-là inconnus, et se demandent comment une telle fortune a pu être amassée en si peu de temps par des individus que ne distinguent ni l’intelligence, ni le courage et encore moins le niveau d’étude. Au moment où la sécheresse décime leur cheptel, anéantit leurs champs et les réduits à la pauvreté la plus noire, ils voient les ballets de grues faire pousser, tels des champignons, des boutiques et des résidences un peu partout à Nouakchott.
Mais les Mauritaniens savent que les salaires cumulés de toute une vie d’officier supérieur de l’armée nationale ne peuvent, en aucun cas, permettre de construire ne serait-ce que l’immeuble de la banque destinée à gérer les biens mal acquis de la Première Dame. Les Mauritaniens savent aussi que cette Première Dame était, il y a moins de quinze ans, gérante d’un Hammam situé dans un quartier miséreux du Ksar (voir photo). Son président de mari, Mohamed Ould Abdel Aziz, était connu pour s’adonner à un trafic bien particulier, celui du bois des prosopis en provenance du Parc de la Présidence qu’il apportait pour faire fonctionner le four du Hammam de Tekeyber.


Les portes, juste avant la façade peinte en vert, sont celles de l’ancien Hammam de la Première Dame. Son mari était champion en matière de trafic de bois venant du Parc de la Présidence, du temps où il était chargé de la sûreté présidentielle (BASEP). On mesure la fulgurance de l’ascension économique et sociale en comparant la situation où était ce couple, il y a vingt ans, à sa situation actuelle.
                                                                                                                                                            OBAMA Juin 2018